مسرحية الأعذار .... :

ما دمت من كلِّ بدّ ٍ ماسكاً
باب العتابِ لكي أشدَّ وأفتَحَه

ولقد علمتِ بأن فكري جامد ٌ
لا يبرح الاقلاق حتى يبرَحَه

وكذا علمتِ بأن وضعكِ فادحٌ
لا يقبل التفسير حتّى أشرَحه

فخذي نصيحة من أتاكِ مسامحاً
ولتصدقيه الذنب كي ما يصفحه

ودعي دموعكِ قد أتيتكِ أعزلاً
لا يستوي صفحي وعندكِ أسلحة!

ولتسمعي منّي إلى أن أنتهي
ضربات ِ ثغري الماكناتِ المُبرِحة

فلعلّكي قبل الفراغ تُجهّزي
عرضاً من الأعذار يملؤُ مسرحه

ولتحذري في ذاك أوجع قصّةٍ
تبدين فيها العذر ؛ أعني أقبحه

ثمّ انطقي ولتنظري في ناظريْ
العين ُ تعلو ذا اللّسان لتفضحه!

ولتمعني فيني مليّاً إنّني
ذاك الذي لا يستصيغُ الأوشحة

روحي من البلّور ِ ، قلبي هكذا
حرّةٌ نبضاتهُ مثل الحمام مسرّحة

أهديتُ صيفكِ من هواها نسمةً
وضممتكِ في البرد بين الأجنحة

وبذلتُ نفسي في رهان ِ محبّتي
فخسرتُ عمري كي أعود و أربحه

وأنا هنا قبل العتاب قضيّتي
هل أينع العمر القديمُ لأطرحه ؟

لا تحسدي قلبي على نبضاته
ستخرُّ يوماً مثل خرْز ِ المسبحة

لكن رجائي إن تهاوت نبضتي
أن لا تموت َ على تراب المصلحة!

زحمة ألم