و اليوم حنينٌ آخرٌ يجتاحُني ..
و اليوم حزينةُ الملامح على وجهِ الحياة ..
آهٌ شوقٌ إليكَ كالأغنيةِ الصاخبة تضجُ في قلبي ..
فما غيابي عنكَ سِوى ألم اختلقتهُ كلُ جزيئةُ حنين في داخلي ..
جزيئاتٌ أعدادُها تفوقُ المعقول ..
أتدري لِما يؤلمني غيابي ؟!
لأنني لن أراك و لن ألمح فيها حتى رسائلك التي تملئني سعادة ..
سَأظلُ أقاسي بمفردي و أتجرعُ الألم بمفردي ..
فتسيلُ دموعي لِتملئ نهر الحُب و الأشواق الذي بهِ كانت مجريات الحِكاية ..
حكايةٌ قد أسميتُها : ( أنا و أنت .. و لا أحدَ سِوى الحنين ) !
أغمضُ عينايَ و أغوصُ بِخيالي إلى الأفقِ البعيد ..
فلا أجدُ في الساحاتِ إلا أطيافُنا تمثلُ يوماً بهِ سَنلتقي ..
حيثُ سَأضُمك إلى قلبي ..
و أغذي جفافَ وريدي الذي أنصعهُ الاشتياق حينما احتاجَ
إلى دمي ليزيدَ مِن طاقته ..
فَتتلاشى تلكَ الصورة كتلاشي الندى مِن على وجهِ زهرُ الصباح ..
لِتُمسي مساءً ذابلةً .. فتمكثُ مِثلي آخذُ مِن حبوبِ الصبرِ جُرعات
تقيني شرَ الظلام و أفعاله حينما ينفدُ الصبر ..
و مع هبوبِ كل رياحِ برد سَأتقبلُ الوضع ..
و لكنني لن أكون مِن محبين السلوان ..
فكلُ ما احتضرت أطيافك و تراقصت مع نسيم الذكرى سَأعانقك
بين خزائنِ أفكاري .. و ألبسُكَ عقداً أغلى ممتلكاتي
و سأجرمُ بِمن تلفتُ نظرها إليه .. !
هذهِ أحرفي تبكي خلف لونها الزهري ..
و هذهِ السطور دعاها الحُزن أن تكونَ رماد ..
و هذا قلمي أخرسَ عن نطقِ الفرح ..
و هذهِ الأحاسيسُ كالثكلى / و كالمُغرم بعزفِ ألحان الأسى
في شوارعِ الظلام و لا يرى لِلنور اثراً يقتفيه ..
و هذهِ الأحزان كمعمعةٍ هوجاء لا تصمُت ..
و تِلكَ الأماني تلطفُ جوي حينما تفوحُ بأريجها
و تستيقظ من موتٍ طواها لِتهمُسَ على مسمعي كهمسِ الأثير :
الأملُ روحٌ يهبُ الحياة .. و حُبك يا ملكٌ على مملكةِ قلبي
دقاتُ نبضٍ لا تنتهي ..
فَلا تُرسل بِكلامكَ لومٌ على وقوفي حيثُ زوايا الأشجان ..
فَأنتَ فرحٌ سريٌ يحتويني ..
و لكنني على لُقياكَ بِتُ أتمنى كثيراً .. و الحياةُ صعبةٌ كثيراً ..
هُنا أنا على كُرسي يضُمني في غُرفتي ..
و خلفَ السِتارِ مشهدُ شمسٍ على وشكِ الغروب ..
أتناولُ كوباً من الحنين ..
و أكتبُ بأحرُفي روايةَ ما ضمرتهُ الأيامُ في داخلي مِن أسى ..
استمعُ لِزقزقةٍ مِن فمِ عصفورٍ مُلحن يجيدُ العزفَ على أوتارِ الحنين ..
و أرى صورتكَ على وجهِ السماء ..
و حُبكَ يتغلغلُ في داخلي كَمجرى الدم ..
و أحبكَ ثم أحبك ثم أحبك يا روحاً تسكنني ..
و آهٌ ثم آهٌ ثم آهٌ حينَ تنفحُ الأحزان و يمكثُ صوتُ القلب كاللهاث ..
لن أطيل الجلوس على السطورِ أتحدثُ عن غُصةٍ في داخلي ..
سَأدعُ لِلصمتِ قسمٌ ترويهِ الدموع ..
و لِلرحمنِ أودعتُ أمنيتي التي بِها عناءُ قلبي يكون ..
فَابتسامتي تسبقُ كُل شيء .. و الأملُ حبلهُ لا تحرقهُ نارٌ حارة !
.
.
.
28/5/2015
حينما كنتُ أتابعُ مشهد الغروب
و الحنينُ يلمني إلى أساه ..