(بائعة الكبريت)

ثوري أكثرْ..
وافني في أقبيةِ العزلةِ
عوداً.. عوداً..
في ثانيةٍ.. ميلادُ العالمِ منحسرُ
فيها وشموس تتدوّرْ
ثوري كي تتعرّى الأوجه
كي تخرج من طورِ التكوينْ
حُلماً يهدرْ
يجتاحكِ وجعاً قديساً
أقدامكِ لا.. لا تتعثرْ..

كبريت..كبريت.. كبريت..
لكن الأوجه برصيفِ الجوعى
تحتاجُ لأرغفةٍ.. وقصيدةَ شِعْر
وفضولكِ مدن حالمة
كالطفلِ بأرصفةِ السُّكر
كبريت.. كبريت.. كبريت..
يتسللُ عزفُ منفردُ
كرقصِ الباليه مكرّرْ
تلمسه الأذنُ فقاقيعاً
ترقصُ للموتِ ولا تحذرْ
يطفيء عوداً يبقيكِ بدائرةِ الضوءِ
كسنونوةٍ..
في عرسِ بياضٍ تتبخترْ


تتجدد دورةُ أغنيتكِ..
كبريت.. كبريت.. لتعدّك قرباناً
لطقوسِ غناءٍ لاتحضرْ
تمتدُّ تماثيل جنونٍ
يمنحها شكلكِ أبعاداً
يستعمرها الحزنُ كخنجرْ

كبريت.. كبريت.. كبريت..
أقدامكِ تلهث مع حلمٍ
تطمسه ثلوج ليليَّهْ..
تحتلُ شرايينَ الأشياءْ
لتعرّي أرصفةَ السُّكر..
كبريت.. كبريت.. أقدامكِ تتعثرْ
في لحظاتٍ.. هي لحظة ميلادكِ
..كي تستسلم أجزاءك لركودٍ
يلهمكِ سفراً لا يضجرْ


شعر: علي حميد العلوي