إنّ تجربة الشورى في السلطنة مرت بمراحل متعددة وكل مرحلة تتألق من سابقتها لأنها تطبق ما أرساه عاهل البلاد من عدل وتحقيق لمبدأ الشورى المؤصل من كتاب الله (وأمرهم شورى بينهم) .
وأن ما تحقق من إنجازات لمجلس الشورى في الفترة الأخيرة لهو دليل على قوة الإرادة التي يتمتع بها الشعب العماني في اختيار الشخصية الأفضل التي تمثلهم، فلقد نذر الشباب أنفسهم لخدمة هذا الوطن، ومحاربة الفساد أينما كان، لكن أيدي الفساد بكل أسف أصبحت تطال كل شيء ، ولم يقتصر أذاها وفسادها في التهام المليارات في المشاريع وبأرقام خيالية، تطالعنا بها الصحف كل صباح، بل طالت أعضاء مجلس الشورى الذين يحاربون الفساد بكل أشكاله.
إن استبعاد بعض أعضاء مجلس الشورى الحاليين من الترشح لفترة قادمة يضع الحكومة أمام اختبار صعب، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يستبعد امثال سعادة حميد الناصري ممثل ولاية عبري من الترشح لفترة ثانية ؟ .. هل لأنه أخل بقوانين مجلس الشورى؟ .. أم لأنه صدح بقول الحق في وجه من لا يروق له أن يرى الحق والعدل سائدا؟ .. أم لأنه لم يتملق ولم يطلب رضا الفاسدين ولم يركع لهم ليمرر مخططاتهم الفاسدة في أكل البقية الباقية من الكعكة التي تعودوا على اقتسامها ليلا في مجالسهم، أليس من حقنا كمواطنين ان نعرف الدواعي التي بسببها حجب اسمه؟.
إن أذرع الفساد التي تغولت وتسرطنت بها بعض المؤسسات لهي نذير شؤم وبؤرة خبيثة على هذه الأرض الطيبة، التي تأبى ألا أن تقبل طيبا.
إن هيمنة لوبيا الفساد وتمكنه لن يفت من عضد من نذر نفسه لخدمة هذا الوطن، وإن رؤوس الفساد وأعناقها الطويلة ستصغر أمام عزم الغيورين من أبناء هذا الوطن المعطاء، كما أن للجهات الرقابية دور فاعل في الوقوف في وجه هؤلاء الفاسدين، لأن عمان لن تبنى إلا بسواعد أبنائها الغيورين، ولأن عاهل البلاد المفدى أرادها دولة ديمقراطية عصرية، دولة يسودها القانون ،وستبقى كذلك رغم أنف الأيادي الخفية التي تحاول أن تعبث بهذا الوطن المعطاء.
بقلم : أحمد بن حمود الكلباني