أسامرُ حرفي في الليالي ..
فَقد أصبحَ ونيسي مُنذُ مُدةً بعيدةً مِنَ الزمن ..
فَالقُربُ خائنٌ ، كُلهُم آفِلون ..
و لا يمكثُ إلا الحرفُ يُعزيني حينَ يشتدُ
الوهنُ على قلبي .. و تتكسرُ أضلُعي
وقوفاً في محطةِ الانتظار ..
التي بِتُ عليها أترددُ بينَ حينٍ و آخر !
كانوا هُنا قُربي ، تزدهرُ أوقاتي بِهُم
و تتلونُ سمائي بِألوانِ الزهرِ المنوعِ في البُستان ..
و لكنَ عينَ الغيابِ غدارة ما إن لمِحت
بسمةٌ تتوزعُ على قسماتَ وجهي ..
تُعانقُهم بِيدها المُدمرة .. حينها يُحكمونَ إغلاقَ
حقائِبهُم .. و يرتحلونَ متى ما شاءت أنفُسهُم ..
هُنا أنا بِالأمسِ و اليومِ و الآنِ .. أنزوي في غُرفتي ..
أعاني قسوةَ غيابهُم .. و أستقي كأساً مُرَ المذاق !
هُنا أنا .. و لكنَ قلبي هُناكَ / في محطةِ الانتظار ..
يترقبُ قطارٌ يأتي بِهِ .. قطارٌ يُعيدهُ إليَ كما كانَ زماناً !
أتعرقلُ بِغُصصٍ أصابتني بِسببهِ ..
و أبكي دموعاً صامتة .. و لكنَ في داخلِي
طفلةٌ أعياها البُكاء .. طِفلةٌ تُعاني قسوةَ الزمان !
أيا مَن سكنَ قلبي .. و يا مَن أسميتهُ روحي !
فَإذا أفِلتَ عني .. غادرتني روحي و ارتحلت
إلى السماء .. و كانَ جسدي هباءً منثوراً
تحتَ الرِمال ..
عُد أنتَ القديمُ لا الحاضِر ..
عُد أنتَ كما في بدايةِ المسارِ لا المُنتصف ..
عُد أنتَ فَقد حلقَ قلبي في سماءِ مدينةِ الحنين
و تفتتَ فَسقطَ كَطائراً قد جاءهُ أجلُهُ !
يأتي المساء مُصاحباً لِغمامةً تُمطرُني بِالأمل ..
فَأبتسِم و كأنني جُردتُ مِن وهنٍ تعالى صوتهُ
بينَ أنحاءِ قلبي ..
بعدُها تحلُ ذِكرى انكساراتي مِنك ..
فَتمتصُ ذلِكَ الأمل و يتلاشى رويداً رويداً ..
حينها أكونُ كَظمآنةٍ عطِشةٍ في صحراء قاحِلة
ذاتَ رياحاً عاتية تشتدُ حرارةً .. !
أفأينَ أنت تروي روحي الباهِتة !
و أينَ تِلكَ الأيامُ التي أشعلنا بِها شموعاً
أُخمِدت اليوم ؟!
أفلا تعودُ ليالي كُنا نعزفُ بِها أوتارُ الحُبِ
و تترنمُ الأفراحُ حولنا دونما نِهاية ؟!
فَقد أصِبتُ بِحُمى الشوقِ جِداً ..
و غاصت قداميَ في حُفرِ الألم !
أفلا تعي شوقاً بِقلبي ينبضُ مِن أجلك
و روايةَ فتاةٍ في سطورِ العشقِ
أُعلِنت بِوظيفةِ " مُنتظِرة " !