" مَنْ علّمها "
/////
مَنْ علّمها تهواني
و تصارعُ كي تلقاني
/
أَوَسامةُ ليستْ عندي
أوْ قبحٌ لم يغشاني
/
أمْ أنّ الصّوتَ شجيٌّ
ما اجتمعت بي لثواني
/
هيَ خلّتني مجنونَا
لِمَ عشقٌ بعدَ أواني
/
فبياضُ العمرِ محيطٌ
و الوَهَنُ أتى و كساني
/
قالتْ أوَ تذكرُ عهدًا
وثّقتَ بذاكَ زمانِ
/
أنا قلتُ ألستُ فلبّى
في ذرِّكَ كلُّ لسانِ
/
عهدٌ لنْ أنسَ و إنِّي
لنْ أهجرَ مَنْ تهواني
/
سلّطتُ عليكَ جنودي
جندٌ من ذي النّيرانِ
/
لا تدركها بعيونٍ
و محالٌ أنتَ تراني
/
فبذرتكَ في الظّلماءِ
في جوفٍ كالأكوانِ
/
فأتاكَ نسيمُ حياةٍ
أنساكَ أنا و مكاني
/
فخرجتَ لتلقى قدرًا
مكتوبًا في الأوجانِ
/
فأتتكَ جنوديَ سرعى
لتحيطكَ بالنّسيانِ
/
تدعو و تزيّنُ أمرًا
في باطنهِ نسياني
/
و تقولُ تعالَ تخلّى
عنْ فكرٍ أو عرفانِ
/
و انظر من حولكَ تلقى
وردًا زاهي الألوانِ
/
فاقطف و اعصر من عرفٍ
و اشرب و اهذي بأغاني
/
إنَّا لكَ نبدي نصحَا
ما قُدِّرَ بالأثمانِ
/
نُهديكَ فهيَّا هيَّا
و انظرْ شوقَ الخلاّنِ
/
لكنّيَ بينَ ضياعٍ
و نفورٍ عن أوطاني
/
في السّحرِ عليكَ أُنادي
يا أنتَ كفاكَ تعاني
/
فتعالَ و ارجعْ نحوي
سأحيطكَ بالغفرانِ
/
أنا مَنْ يأتيني ذليلاً
يرقى بأعالي جِنَانِ
/
يلقانيَ بعدَ شقاءٍ
بحضيرِ القدسِ يراني
/
فغشى الصّفحاتُ بياضٌ
و سُقيتَ حلى الإيمانِ
/
يا أنتَ أنا مِنْ روحي
لن تُتركَ للنّيرانِ
/
سلِّمْ سلِّمنيَ أمرَا
جدِّدْ عهدَ الخِلاّنِ
/
إن جئتَ تُهرْوِلُ نحوي
فسأعدو بذي الأحضانِ
/
هيَّا فالزّخرفُ أَوهى
مِنْ رملٍ في القيعانِ
/
و اصبرْ فالصّبرُ جميلٌ
أسرعْ فالوقتُ ثواني