عِندما يتشبعُ لونُ السماء إلى الأصفر
و تميلُ الشمس نحوَ المغيب ..
هُنا أبدأُ بِسردِ الحِكاية ، تنفثها أحرفٌ تأوهت
و زادت بِسكرِها مِن غيابك / فَترنحت
بينَ السطور ..
و على أعتابِ النوافذ .. أهرولُ مِن هذهِ
إلى أخرى .. / أطلقُ أنفاسي مِن عليها بِشقاء ..
حينَ يهتفُ غيابكَ مِن بعيد ..
أحاولُ اللاحقَ بِكَ لِأتمسكَ بِأطرافِ ثوبك ،
و لكن دونَ جدوى .. فَالغيابُ حينَ يتمكنُ
مِن شيء .. يضمهُ و يُخفيهِ لهُ وحده ..
و هُنا يبدأُ الدُخانُ مِن بُركانِ غيرتي في التصاعُد ،
مُعلناً بِأنهُ على وشكِ الانهيار !
فَأنا أغارُ حتى من الغياب الذي يجعلُكَ نائي عن دربي ..
يضُمكَ بينَ أحضانه ، و أنا التي في بُستانِ حُبكَ
تخشى مِن أن يُلامسُ جلدكَ حتى الهوى !
فَيستقرُ مسكني على شرفاتِ مدينةِ الحنين ..
أمكثُ هُناكَ تُلاطمُ قلبي كُتلٌ مِنَ البرد !
أمرغُ قلمي في محبرةِ الألم ..
لِأطبع أحرُفي المتأوهة ، و أهدئُ مِن ثائرةَ
الصخبِ في داخلي ..
فَأكونُ هُنا في ساحةِ غُرفتي معَ دفتري ..
و لكنَ ذاكرتي غادرت عبرَ السطور إلى حيثُ أنا و أنت !
نستلقي على شاطئِ السعادة ، نُحدقُ النظرَ في السماء
لِنرسُم أحلامنا ، و نمنع البُعد مِن أن يمُدَ يدهُ على أحدٍ منا ..
نتشاطرُ همساتَ العِشقِ بِلا تردُد ..
و نصرخُ بِملئِ همسِنا : أحبك !
حتى لا يلتقطَ مسمعُ بشرٍ صوتنا .. فَينوي البينَ علينا !
و هُنا يوبخُني الواقع ..
فَأكونُ بينَ الأرجاء لِوحدي ، أفتشُ عن وجودكَ
و لكن دونَ جدوى .. لا أجدُ إلا أنا منزويةٌ في غُرفتي ..
أعزفُ قيثارةَ الشجنِ و يعمي الظلامُ الحالكُ بصرَ النور !
فَأكتبُ قُربَ شمعةِ الأمل :
هُناكَ على جسرِ اللِقاء ، اشتهيتُ حضورنا ..
ندفئُ بردَ قلوبنا بِالقُرب !
زهرة الأحلام