مشكلتنا أننا نترك وسائل تعبيريه كثيرة ونختزل ردات فعلنا دائماً بالزعل !! ، وللأسف كثير من الذين يملكون نضجاً عقلياً لا يملكون نضجاً انفعالياً فيتعاملون مع المواقف التي تغضبهم بطريقة لا تليق بعقولهم الناضجة ، فالزعل هو ردة الفعل الوحيدة لأتفه المواقف!! .

والبعض لا يعبر عن احتياجاته بشكل مباشر فيبحث عن الزعل لكي يلهث الآخر في البحث عن الاحتياجات ! ، وبعضنا يهرب من الخطأ الذي ارتكبه بافتعال زعل لأي سبب ، ولا تعجب أن ترى من يبحث عن الزعل ليحصل على شهوة الاسترضاء !.
إننا بحاجة إلى إعادة صياغة الثقافة التي نتعامل بها مع خلافاتنا ، وأن نرفع من اللياقة النفسية بتحجيم الزعل في حياتنا إلى حدوده الدنيا.
رحم الله تلك العجوز التي سمعتها تقول : ( لا يصبح الزعل عليكم ) كناية عن المدة التي لايجب أن يتجاوز فيها الزعل 24 ساعة ، والرسول عليه الصلاة والسلام نهانا أن يمتد الهجر فوق ثلاثة أيام ، ونجد أسوأ الأحباب من يجيد فتح ملف الزعل ولا يجيد اغلاقه ، فالمدد الطويلة لهذه الحالات من الهجر تتغذى على جمال أرواحنا وتفتك بابتسامات نفوسنا.
الصفحات السوداء عندما تنتهي حالة الزعل الأولى أحرقها ، وإياك أن تُخزِن هذه الصفحات في ملف تفتح أرشيفه مع كل حالة زعل جديدة .
والمبادرة لإنهاء حالات الخصومة دلالة على اتساع القلب وقوة الحكمة وليست مؤشراً على ضعف الشخصية وامتهان الكرامة ،
فلا تخسر اجمل علاقاتك ب أسباب توافه وتأكد بأن الجميل سيرحل ان لم يجد الاحتواء الذي يرجوه والصبر وان طال سينفد والحياة لاتتوقف على احد
من بادرك بتقبيل رأسك معتذرا فقبل يده شاكرا،،، دنيا فانية لاتستحق منا كل هذا الهجر والزعل
آخرتها قبر ،، جمعنا الله إخوانآ نحب بعضنا في الله، وفي الآخرة

منقول