📝كلمة معالي وزير خارجية سلطنة عمان في الجمعية العامة للأمم المتحدة
"يتزامن إنعقاد هذه الدورة مع الإحتفال بالذكرى السبعين على إنشاء الأمم المتحدة، وانها لمناسبة تتطلب أن نجدد الثقة في العمل الدولي المشترك"
"وذلك من خلال تبني الدول الأعضاء مبادرات إيجابية تساهم في إقامة نظام إقتصادي عالمي مبني على العدالة لسائر الدول والشعوب."
"إننا في سلطنة عمان إتخذنا السلام والحوار مبدأً ثابتاً منذ بزوغ فجر النهضة العمانية المباركة التي إنطلقت في 23/7/1970"
"لإيماننا بأن الحوار هو القاعدة الطبيعية للتعامل مع كافة القضايا الخلافية، وأن الأمم على مدى التاريخ تسعى إلى تعزيز عوامل الثقة"
"والاتفاق على أفكار ورؤى مرتكزة على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة لتوسيع المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، "
"ولقناعتنا بأن الحوار هو السبيل الأنسب لتسوية الخلافات بالطرق السلمية بدلاً من المواجهات والنزاعات."
"ترحب بلادي بالإتفاق الذي تم التوصل إليه بين مجموعة دول (5+1) والجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة حول البرنامج النووي، "
"ورغم أن هذا الإنجاز قد أخذ وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً، إلا أنه يمثل نموذجاً لحل القضايا الخلافية الشائكة بين الدول"
على أساس قاعدة الحوار والمفاوضات وتنظيم المصالح الدولية، "
"ونأمل أن يؤدي هذا الإتفاق التاريخي إلى إشاعة المزيد من الأمن والإستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، "
"بما يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات القائمة على التعاون والإحترام والثقة المتبادلة."
"إن رفع علم دولة فلسطين كعضو مراقب أمام مقر الأمم المتحدة، رغم رمزية هذه الخطوة،ليذكرنا بمأساة الشعب الفلسطيني وتطلعه لنيل حقوقه المشروعة، "
"وندعو الفلسطينيين والإسرائيليين، على حد سواء، إلى العودة إلى طاولة المفاوضات،"
"وإلى العمل على تحقيق رؤية الدولتان المستقلتان اللتان تعيشان جنباً إلى جنب"
"كما تتابع بلادي بقلق بالغ تطورات الأزمة في الجمهورية اليمنية الشقيقة وما نتج عنها من مآسي إنسانية وكارثية،"
"ورغم فهمنا للظروف التي أدت إلى إشتعالها، إلا أننا نعتقد بأن الأطراف السياسية في اليمن لا تزال قادرة على إستعادة الأمن والإستقرار،"
"ونعبر عن قلقنا من أن إستمرار حالةالعنف هناك قد مكن العديد من التنظيمات الإرهابية المدرجة على قوائم الأمم المتحدة من إستخدام اليمن قاعدةلها"
"وتعبر بلادي عن إستنكارها الشديد لإستهداف المقار الدبلوماسية والقنصلية في العاصمة اليمنية صنعاء،
"وندعو سائر الأطراف إلى إحترام قواعد القانون الدولي والإمتناع عن أية أعمال تخرق إلتزاماتها الدولية "
"لقد دخلت الأزمة السورية عامها الخامس في ظل إستمرار معاناة الشعب السوري ونزوح مئات الآلاف من السوريين ..."
"إلى خارج بلادهم والمخاطرة بحياتهم في ظروف لم يكن لها مثيل في التاريخ الحديث،"
"وندعو سائر الأطراف السورية ودول الجوار إلى دعم مهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا،"
"ستيفان دي مستورا، بما يعيد الأمن والإستقرار إلى هذا البلد الشقيق، وبما يساهم في القضاء على الإرهاب ..."
" الذي تمكن من إيجاد موطئ قدم له في الجمهورية العربية السورية، وما يشكله ذلك من تأثير على الأمن الإقليمي والدولي،"
"وتؤكد بلادي مجدداً موقفها الثابت بإدانة الإرهاب بشتى صنوفه وأشكاله مهما كانت المسببات والدوافع."
"تؤكد بلادي على أهمية المحافظة على عالمية نظام منع الإنتشار النووي، وإن تحقيق ذلك لا يتأتى ..."
"... إلا من خلال ترسيخ الركائز الثلاثة لمعاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية والمتمثلة في نزع السلاح، وعدم إنتشار الأسلحة النووية، "
"والسماح للدول بإستخدام الطاقة النووية في المجالات السلمية."
"ندعو المجتمع الدولي إلى وضع قضايا الإقتصاد والتجارة والبيئة في صدارة المواضيع الملحة الواجب معالجتها، "
"وفي مقدمتها التجارة الدولية للطاقة، حيث أنه من الضرورة بمكان تنظيم التجارة الدولية في مجال الطاقة وعلى وجه الخصوص أسعار النفط الخام "
"ونأمل أن تتمكن الدول المشاركة في المؤتمر من الاتفاق على برنامج دولي متوازن ومتوافق مع إهتمامات ومصالح جميع الأطراف "
"وفي الختام، إننا أمام تحديات حقيقية ينبغي مواجهتها بكل عزم وثبات لمنع الاضرار بالتنمية وبما يساعد على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية".