بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدوار و أقنعة , ورفع الستار
الأدوار
عَاشت بِدَاخلِنَا منذ الطفولة ثقافة التمثيل وَالإِبْداع .
وكُل مِنَا عَاشَ دَور البِطُولة والشُهرة
واختَارَ لنفسِه عِدَة شَخصِيات قَريِبة إلىَ قَلبهِ وإِلىَ أَمَانِيِه
وسَارَ يَتَدرَب عَلِيهَاحَتَىَ أَتْقَنْهَا وَخَرجَ بِهَا إِلىَ الدُنِيَا
بِاعتِبَارِهَا
صَالة العَرض الَتِي سَيُخرجُ فيها مَا لَدَيِهِ مِن إِبداع.
واعتبر حَيَاتَهُ سِينَارِيُوا كَبِيِر وَوَزَع لِنَفسِهِ الأَدُوَار
ولَكِن لِلأَسَف.! بِدُون جُمهُور .لأَنَ الجَمِيِع مِن طَاقِم العَمل
ولَكِنَهُ طَاقِم عَمل فَردِي لاَ يُوجَد بِه زُملاَء
الجَمِيع يَتَسَابق وغَايَتُه البِطُولَة وَالفَوز بِالأُسكَار الذَهَبِي
وسَارت الحَيَاة كما نرى جَميعًا وكَمَا قِيِل مِن قَبْل
مَسرح كَبِير
إِلاَ مَن رَحِمَ رَبِيّ

الأَقْنِعَة
أمَا الجَدِيِد ظِهُوُر الأَقْنِعة المُزيَفة الَتِي إِزدَادَ بِهَا الأَمر سُوءًا
وإزدَادت بها الوجُوه عتمة وغِمُوُض
واستطاعت الأقنعة أن ترفع من مستوى الممثل . وَسهلت عليه
أمر الدور الذي يَقُوم بِهِ . حَيثُ أن الأَقْنِعة مصنوعة بإتقان لدرجة انها تجعلك
لا تستطيع أن تفرق بينها وبين الوجه الحقيقي
خصوصاً قناع الوَجه الصَالح والطَيب والمُخلص.
واحترف الجميع .!
وإِحتَار الصَادِقُ وَجَلَسَ وَرَاء الكَوَاليِس في مُحَاوَلة
مِنهُ لِلفرار و الإبتِعَاد عَن الرُوَاية بِشكل عَام
ورفع الستار

ورأَيِنَا مَن يَرتدِي قِنَاع الأب الصَالح المُحب لأِولاده المتمني لهم الصلاح .
وبالقرب منه وَجدنَاه يَنزع القِنَاع ويأتي أولاده
بالمَال الحَرام ويَتَعاطى أمَامهم المُخدرات وينافق ويسُب
ويكذب أمامهم . ولا يخشى عليهم أي ضررٍ كان
ولا يَغشَى اللهَ فِيهِم
وبالرغم من كل هذا ينتظر منهم الصلاح

ورأينا من ترتدي قناع الأم الصالحة الباكية لله راجية
بصلاح حال أبنائها وبالقرب منها وجدناها أيضا
تنزع القناع وتجلس أما شاشات التلفاز لكي تتدرب
على باقي الأدوار . ونسيت أن بصلاحها
يصلح أبنائها . وانشغلت بالموضة والمسلسلات
ومواقع التواصل عن أبنائها
والعجيب أنها تحب أولادها

رأينا قناع العالم الصالح المتقن لدوره
الذِي تَبكِي القُلُوب والعيُون مِن أقْوَاله
وبِالقُربِ مِنُه وَجدنَا شَبح شَيطَانِي يَسكُن بِدَاخله
تَحَولت الطِيبة والمَحبة في الله * إلىَ الجَشَع
والنفاق عند حضور المصالح والمال والشهوات
رأينا قِناع القَاضِي العَادِل عَلىَ جَسد مُرتَشِّي ظَالم

رأينا قِناع الطَبِيب المُخلِص عَلىَ جسد تاجر أعضاء بشرية
رأَينَا قِناع المُوظف الشَرِيف عَلىَ جَسدِ عَدِيم الضَمِير
رأينا قِناع الأخ الحَبيب على جَسد حَاقِد خَائن لَعِين
وَمِن خَلف الكَوَالِيس يَتَسَألُ الصَادِق


إلى متى . ؟ وإلى أين. ؟ وأين يذهب .؟

منقول