كان في بني إسرائيل رجل عقيمٌ لا يولد له، وكان يخرج، فإذا رأى غلاماً - من غلمان بني إسرائيل - عليه حُلي، يخدعه

حتى يدخله فيقتله! ويلقيه في مطمورةٍ له،

فبينا هو كذلك إذ لقي غلامين أخوين، عليهما حلي لهما؛ فأدخلهما فقتلهما، وطرحهما في مطمورةٍ له،

وكانت له امرأة مسلمة تنهاه عن ذلك، فتقول له: إني أحذرك النقمة من الله عز وجل!

وكان يقول: لو أن الله أخذني على شيء؛ أخذني يوم فعلت كذا وكذا!

فتقول: إن صاعك لم تمتلئ بعد، ولو قد امتلأ صاعك أُخِذت!

فلما قَتَل الغلامين الأخوين؛ خرج أبوهما فطلبهما فلم يجد أحداً يخبره عنهما!

فأتى نبياً من أنبياء بني إسرائيل؛ فذكر ذلك له،

فقال له النبي - عليه السلام -: هل كانت لهما لعبة يلعبان بها؟

قال: نعم، كان لهما جرو؛

فأتي بالجرو فوضع النبي - عليه السلام - خاتمه بين عينيه، ثم خلى سبيله،

فقال: أول دارٍ يدخلها من بني إسرائيل فيها ميتان؛

فأقبل الجرو يتخلل الدور حتى دخل داراً؛ فدخلوا خلفه فوجدوا الغلامين مقتولين مع غلام قد قتله، وطرحهم في المطمورة!

فانطلقوا به إلى النبي، فأمر به أن يصلب، فلما رُفع على خشبته

أتت امرأته فقالت: يا فلان! قد كنت أحذرك هذا اليوم، وأخبرك أن الله غير تاركك، وأنت تقول: لو أن الله أخذني على شيء أخذني يوم فعلت كذا وكذا!

فأخبرك أن صاعك بعدُ لم تمتلئ، ألا وإن هذا قد امتلأ صاعك!"انتهى

فإلى كلّ من غرّه إمهال الله له بظلمه .. انتبه!

فقد تأتي لحظة امتلاء الصاع في لحظةٍ لا تخطر لك على بال !