" المرض الوهمي"
نحن نعتذر منك بالفعل
لا نستطيع مساعدة زوجتك
فالمرض قد انتشر في كل جسدها.
هوت تلك العباره على" أحمد"كالمطرقه التي تحطم كل ما تهوي عليه.
شعر بـألم كبير في قلبه وكل صدره فجعل وجهه يحتقن ولا يستطيع أن يرد
بشي على ذلك الطبيب الذي أجرى تلك الفحوصات لخطيبته .
هو لا يعرف أنها لا تزال خطيبته فقط ...
يبدو أن قرار أجراء تلك الفحوصات كان صائبا له وفي نفس الوقت كان جدا محزن ومؤلم
بسبب ما عرفه عن حالة خطيبته" فدوى "الصحيه.
لقد عرفها منذ أيام الدراسه بالجامعه وربطته بها علاقة حب جدا جميله ..وقفت معه حتى تخرج
وأصبح مهندسا معروفا وصبرت عليه حتى كون نفسه وحتى أستطاع أن يتقدم لها في نهاية الأمر .
لا يمكن أن يحدث هذا بعد ذلك الحب وذلك العمل والجهد الكبير الذي بذله من أجل الارتباط بها.
" أحمد ..أخبرني ماذا أخبرك الطبيب؟؟
ظل صامتا وهو يقود سيارته بإتجاه منزلها
لم يستطيع إجابتها أو أنه لا يريد أن يجيب عليها
توقف أمام منزلها وأنتظر حتى تهبط من سيارته
ما هي نتائج تلك الفحوصات؟؟ هل هي سبب حزنك المفاجئ هذا؟؟ "
سألته قبل أن تهبط من المركبه ولقد بدأ القلق في صوتها واضحا .
حاول أن يبتسم ليطمئنها إلا أنه فشل في رسم إبتسامه زائفه على شفتيه
" لا تقلقي ..كل شي على خير ما يرام ..فقط أمور في العمل تشغل بالي "
نظرت إليه وكأنها تقول له لا أصدقك ابدا.
إلا أنها في نهاية الامر إستسلمت وغلقت باب مركبته
فانطلع في سرعه وكأنه يحاول الهرب منها.
إنتظرت دقائق حتى تتأكد أنه ذهب فعلا.
أشارت بيدها لاقرب مركبة أجره متوقفه
"من فضلك ..بسرعه أريد أن أذهب للمستشفى "
أنطلقت بها مركبة الأجره وهي تحدث نفسها عن سبب
تغير حال" أحمد"بعد دخوله على الطبيب لمعرفة نتائج الفحص
الذي أجروه مع بعض؟؟ لماذا رفض دخولها معه والحديث مع الدكتور؟؟
جالت في نفسها الكثير من الأسباب والتخيلات التي زادتها قلقلا على خطيبها" أحمد"
أنطلقت مسرعه بداخل ردهات ذلك المستشفى ...
لا تسطيع الإنتظار لمعرفة ماهي نتيجة تلك الفحوصات...
توقفت عند عيادة فحوصات الدم والأمراض الوراثيه...
ترددت قليلا في الدخول على الدكتور وكأنها تخاف من كلامه
هي أيضا...
أخيرا نفضت تلك المشاعر عن نفسها ودقت الباب في هدوء..
ودخلت عندما سمعت الطبيب يسمح لها بالدخول.
تفاجأت بإبتسامه كبيره من الطبيب وكأنه ينتظرها ..
" نعتذر منك يا" فدوى " ..في الواقع هذا الخطأ كثيرا ما يحدث
بسبب تشابه الأسماء.
حاولنا الأتصال بزوجك ولكن هاتفه مغلق للاسف.
ولم نعرف رقم هاتفك.
حسنا.. "أنتي في أتم صحتك ولا تعانين من شي إطلاقا وأنا اكرر أسفي البالغ لكي"
ترددت تلك العباره كثيرا في رأسها وهي في طريق عودتها للمنزل .
كيف يمكن ل" أحمد"أن لا يخبرها بمرضها لو كان كلام الطبيب صحيحا؟؟
هل فضل السكوت وأنتظار الوقت المناسب لإخبارها؟؟
ظلت طوال فترة المساء تنتظر إتصاله ك عادته في ذلك الوقت..
إلا أنه لم يتصل...حاولت الإتصال به ولكن هاتفه مغلق أيضا.
إتصلت بوالدته لتسأل عنه .. أخبرتها بأنه في غرفته منذ أن وصل من
عمله.
والدته لا تعرف بأنهم ذهبوا للمسشتفى لأجراء تلك الفحوصات.
"حسنا فقط أخبريه بأنني قد اتصلت للإطمئنان عليه"
غلقت سماعة الهاتف وفي عينيها الكثير من الدموع.
لماذا" أحمد"يتجاهلها هكذا ؟؟
هل إصابتها بمرض ما لا سمح الله ستجعله يبتعد عنها هكذا؟؟
أين كل ذلك الحب والوعد بالتضحيه وبالعيش معا وعدم الإفتراق؟؟
رن هاتفها فجأه ..
لم تنتظره حتى يكمل رنينه إلتقطته في سرعه ولهفه
هي تعرف تلك النغمه قد خصصتها عندما يتصل" أحمد"فقط.
" فدوى "...أنا أسف.
على ماذا تعتذر يا" أحمد"؟؟
لا أدري حقيقه من أين أبدأ؟؟
ولكني أشعر بأني لا أتسطيع الارتباط بكي.
جاوبته في صعويه " لماذا؟؟
"يبدو أن الظروف لا تسمح بذلك"
أية ظروف يا" أحمد"
نحن واجهنا ظروفا أصعب من أي ظروف ولقد تغلبنا عليها معا.
نعم صحيح كلامك يا" فدوى "ولكن هذه المره الظروف تختلف .
ما الذي جعلها تختلف يا" أحمد"؟؟
أتمنى أن تخبرني بالحقيقه.
حسنا... الفحوصات الطبيه.
لم تكن كما نتوقع.
ماذا بها؟؟ هل هذا هو السبب الذي جعلك تدخل مع الطبيب بنفسك؟؟
نعم يا" فدوى "
سكت برهه قبل أن يجيبها بصوت مبحوح
" فأنا مصاب بمرض خبيث يا فدوى ولا أستطيع الأرتباط بكي "
قالها في سرعه وكأنه يرغب في التخلص من تلك الكلمات .
" أحمد" ...أنا أحبك وأنت تعرف هذا الشي جيدا..ولا أريد الابتعاد عنك
مهما كان السبب.
أجابته وهي تمسح دموعها في صمت لم تكن تتوقع منه هذا الأمر اطلاقا.
" فدوى ".لا يمكنني.. أنا اعتذر منكي..صدقيني حياتك لا يمكن أن تكون معي.
" أحمد"قلت لك..أنا لا أهتم لحياتي بدونك لا زلت أرغب بالزواج بك ولو كنت مريضا بأي مرض كان"
لم يعرف بماذا يجيبها حقا.
لم يرغب في جرح مشاعرها.
لم يرغب بإخبارها بأنها هي
التي مصابه بذلك المرض وليس هو.
توقع أن تكون ردة فعلها كما فعل هو
الإبتعاد عنه في صمت.
دام ذلك الخيار لا يزال موجودا.
كيف أربط حياتي بحياة شخص
سيموت قريبا؟؟
لماذا ترغب في الزواج بي بعد الذي أخبرتها إياه؟؟
" أحمد"هل لا زلت على الهاتف؟؟؟
قاطعه سؤالها وهو لا يزال في حيره من أمره.
" فدوى "...ما الذي يجعلك ترغبين بالعيش معي وأنا أيام حياتي معدوده؟؟؟
" أحمد" ...أفضل أن أعيش تلك الأيام المعدوده معك وليس بدونك"
شعر حينها بقسوة قلبه.
لم يستطيع كبح مشاعره .
تلك الفتاه جعلته يشعر بأن
لا قيمه له حقا ..وبلا رجوله إطلاقا.
كان مستعدا لتخلي عنها بسبب هي لا دخل فيه
هي إرداة الله أن تكون مصابه بمرض خبيث.
وها هي الأن تخبره بانها مستعده للعيش معه
إعتقد أن كذبته عليها ستجلعها تفكر بنفس تفكيره.
ولكن على ما يبدو أن حبها له اكثر صدقا وقوه وإخلاصا
من حبه لها .
" أحمد"...سأعيش معك وكأنك ستعيش طوال الدهر معي"
"لن يكون ذلك المرض سبب في عدم زواجنا..هل تفهم؟؟"
" سنذهب غدا كما خططنا لإختيار فستان الزفاف"
"نعم..أفهم يا" فدوى "....قالها حتى بدون أن يفكر بها.
غلق الهاتف وإنهار جسده على اقرب مقعد بجواره...
"هو لا يستحق حب هذه الفتاه إطلاقا "
" وتمنى لو كان هو المصاب بالمرض فعلا...فهي تستحق العيش..أما هو ف لا"