ذات مساء ماطر و بارد قررت الاستمتاع بمشاهدة احد افلام الفنان المبدع عادل امام وساقني البحث في اليوتيوب الى فيلم ((الغول)) و استوقفتني جملة كررها عادل امام في الفيلم وهي (قانون ساكسونيا) فقالب الفيلم يدور في شبكة محكمة من الظلم و الياس من العدل.
بحثت عن اصل جملة قانون ساكسونيا و وصلت الى هذه القصه :
((ساكسونيا)) هي ولاية ألمانية ازدهرت تُجارياً، بفضل الطبقة الكادحة من عامّة الشعب الفقراء الذين كانوا يعملون تحت إمرة طبقة النبلاء الأغنياء المالكين لكل شيئ في الولاية في القرن الخامس عشر قام مُشرّعون من طبقة النُبلاء الأغنياء بوضع قانون خاص يحكم مجتمع ولاية ((ساكسونيا)) وكان القانون يُعاقِب اللصوص والمجرمين من كِلا الطبقتين، عامة الشعب الفقراء والنبلاء الأغنياء دون تمييز بينهم، ولكن " مع اختلاف طريقة تنفيذ العقوبة " بحيث تكون كالآتي :
~~ بالنسبه لعامة الشعب الفقراء ~~
- القاتل تُقطع رأسه بحيث تُفصل عن جسده .
- السارق يُجلد على جسده بعدد الجلدات التي حُكمَ عليه بها .
أما إذا كان المجرم من طبقة الأغنياء النبلاء فإن قانون ساكسونيا كان ينص على أن تنفذ العقوبة على “ظله”، فإذا كان قاتلاً يؤتى به وسط جمع غفير من الناس وفي وضح النهار وتقطع رقبة “ظله”، وإن كان محكوما عليه بالجلد فيجلد “ظله”، وإذا كان محكوماً عليه بالسجن فإنه يدخل السجن من الباب الرئيسي ويخرج في الوقت ذاته من باب مخصص للنبلاء.
((انتهت القصه))
ساقتني هذه القصه الى قضية المسلمين الاولى (او على الاقل لمن يقبل منهم ان يعتبرها قضية) وهي فلسطين
فهذه الايام نسمع معزوفه مختلفه قادمة من الغرب يمكننا ان نعتبرها صعود من مرحلة اللاعدل الى مرحلة قانون ساكسونيا تتلخص في فرض عقوبات على بعض منتجات الكيان الصهيوني بسبب مصدرها القادم من المستوطنات.
دعونا نتوقف عند كلمة المستوطنات فآعتقد الكثير لا يعلم اين يقيمها الكيان الصهيوني فالبعض ربما يظن بانها داخل الكيان او على الحدود او على اكثر تقدير انها تخترق حدود الضفة الغربيه بعض الشي
اين يقيم الكيان الصهيوني مستوطنات قطعانه؟
انها في قلب وشمال وجنوب وشرق و غرب الضفه باختصار شكل الضفة مثل الاسفنجه المخترقة بثقوب كثيره تشكل المستوطنات (مع العلم كل الشوارع الرئيسه في الضفه تحت سيطرة الكيان و يسيطر بشكل تام بالبحر الميت )
الغرب اليوم يفرض عقوبات على منتجات الكيان القادمه من المستوطنات في حين قامت البرازيل (مشكورة) برفض اعتماد سفير الكيان بسبب منصبه السابق كرئيس للمستوطنات في الضفه و قال نائب البرلمان البرازيلي “كارلوس ماران” “أن المستوطنين قد سرقوا أراضي الناس ونحن لانقبل أن يكون أحد المستوطنين بصفة ممثل الحكومة والشعب الإسرائيلي”.
واضاف “ماران”: “أنه و في قضية تعيين هذا السفير ملاحظات لا يمكننا أن نغض النظر عنها، كأن الحكومة النازية تبعث بأحد ضباط مخيماتها المخوفة سفيراً لدينا، أو كأن الحكومة التشيلية تبعث بأحد حراس سجون جنرال بينوشه، أو كأن حكومة أفريقيا الجنوبية تبعث أحد معذبي عهد النظام العنصري والأبارتايد سفيراً لدينا”.
عندما نشاهد فرحة الفلسطينيين بهذه الاجراءات و يشيدون بها و يصفونها بانها انصاف وعدل نستذكر مواقف الغرب تجاه المقاوميين الفلسطينين حيث تباينت بين تاييد قتلهم عبر الة القتل الصهيونيه وبين وضعهم في قوائم الارهاب و بين اسقاط حقهم في الحياة.
فكيف اصبحنا نطبل لهذا المنطق الساكسوني؟
هل يحق لنا لوم الغرب في خياراتهم؟
واذا قبلنا تدخلهم الخجول في صالح القضيه الا يفرض علينا قبول تدخلهم الفاضح ضد القضية؟