ما أجملها من أيام .. حين كنا في طور الأعمار ..
نلعب ونلهو .. نضحك ونفرح ..
لا نبالي بشيء في تلك الأعوام الصغيرة .. ولا نحس بمرور الوقت علينا ..
ولا ندري بتعاقب الليل والنهار .. ما ألطفها من سنوات .. وما أروعها من أوقات ..
ذكريات سكنت في القلوب .. وشيدت حولها الأسوار والقصور ..
ونبتت عليها الأشجار والزهور .. وصارت مثل حكايات الخيال ..
ما ألمع تلك الشموع المثبتة حولها .. وما أعذب تلك الرقصات التي كانت بينها ..
ليت لقلمي أن يطلق العنان لنفسه .. ليمضي عبر كل الأوراق ..
ويسرد تلك الذكريات المعتقة برائحة الزهور الربيعية ..
كم لكم وحشة لاتسع لها البحار والمحيطات .. كم هي السنوات ثقيلة على كاهلي ..
ما زلت اذكر تلك الحكاية التي صارت لنا .. يا لها من حكاية ..
كم أضحكتنا حتى دمعت العين منها ..وما زلت اذكر قصة الزعنفة ..
كم جلسنا في الخوف حتى اصفر لوننا ..
ما زالت كل الذكريات تحوم علي ..
يا ليل السكون .. لا ترحل عن ضيفك المتيم بك ..
فأنت السمير لي في وحدتي .. واخبر تلك النجمة التي لا تفارقني ..
أن تبقى قريبه حيث أكون ..
ويا شمس الصباح .. رجوتك أن تكون خيوطك باردة علي ..
لتلطف تلك الحرارة المشتعلة في جوفي ..
ويا غابات الزهور .. لا تذبلي وتختفي ..
فأنا أحتاج إلى عبير رحيقك في كل لحظة ..
ويا بحر الحياة .. لا تجعل موجاتك تعلو حتى الشموخ ..
فإنا قاربي ليس إلا بقايا حطام ..
ويا طيوراً تغرد فوق رأسي دوما .. لا تقطعي صوتك ..
حتى تبقى المعزوفة راسخة في الأذهان ..
ويا عطر الذكريات .. تعال وارحل ..
فأنا دائماً لك في اشتياق.

السفينة
كتبت يوم الأربعاء
02/09/2009م
10:36صباحاً