كانت تتهادى بين اروقه الممرات والغرف في قاعة الولادة..فقد أتاها المخاض وأتعبها الالم..تحاول السير والتخفيف من الاوجاع التى تنقض عليها بين الفينة والآخرى
تتهادى بين اسماعها نصائح قريباتها وإخواتها وهن يحثثنها على الصبر والجلد خوفا للخضوع لعملية جراحية ثانية..وبالتالي لن تستطيع ان تلد طبيعي مرة آخرى
الجميع يمنيها بأن لحظات صراخ طفلها الأولى ستنسيها كل ماستمر به..وقد سبق وان افتقدت هذا الشعور سلفا
تزداد الالام والانين من الغرف المجاورة بين من تعسرت حالتها وحملت على وجه السرعة لغرفة العمليات وبين من تخطت الوضع وامتزج بكائها مع اولى صرخات وليدها
كانت تبكي رأفة على حال الام لما تجد من مشقة وعناء وفرحا لقدوم هذا المخلوق المزعج الذى شقت صرخاته ارجاء الفضاء
في الجهة المقابلة ..كان الزوج يقطع المكان ذهابا وايابا كحال المنتظرين هناك وهناك عاصر كل من الزوجه وزوجها القابع في غرفة الانتظار مشهدين اختصرا رحلة الحياة بمكان وزمان وحدث واحد
المشهد الاول
بينما تحاول بطلتنا ان تتصدى للطلق بالصبر والاستغفار رأت مشهدا امامها..امراة في اواخر الاربعين تبكي على ابنتها الي تصرخ تنادي امها
فتاة في ال18عشر من العمر كانت تبكي من شدة الالم وقلة الحيلة والام تبكي على بكاءها..وبعد معاناة امتدت لاكثر من ساعتين زفت البشرى للمنتظرين بقاعة الانتظار
من أقارب الفتاة..وقد تعالت صرخات الفرح والاحضان وزوج بطلتنا من شدة الفرح لهم قام بالسلام عليه وتهنئتهم ممنيا نفسه ان يكون ذلك مصير الزوجة القابعة فالداخل
زوجها الذي يتحرق شوقا لاخبار سارة ومتخوفا ان يؤل المصير الى قيصرية اخرى
المشهد الثاني
صراخات وتوسلات من احدى الامهات لطبيبة التوليد لسماح لها بالولادة القيصرية لان الاطباء الذي عاينوها وتابعوا حملها اخبروها استحالت وضعها بطريقة طبيعية لما له خطورة على الام والجنين
لكن ممرضة التوليد ردت بنوع من الجمود بانها يجب ان تحاول الولادة طبيعي وقد ضربت بتعليمات الاطباء عرض الحائط قائلة(الي ولدن طبيعي احسن منك بشو...وأنت أقل عنهن؟)
وبالفعل كانت عملية التوليد صعبة جدا وقد ولد الطفل متعب لم يسمع صراخه..إنما هي انفاس متقطعه لاهثة
حاولت الممرضات إنعاشه وعمل الاسعافات له ولم يلحظن تدهور حال الام التى شيئا فشيئا لتدخل غيبوبة من ثم الموت السريري
توفي الجنين وتوفيت أمه بعدها بلحظات ليشهد المكان فاجعه كادت ان تردي الزوج صريعا..رج المكان بأسئلته ..لما لما تدخلوها للجراحة..كيف ولما قتلتوا طفلي وزوجته
شعر زوج بطلتنا بالحزن وخارت دموعه وهو يرى الرجل وقد جن ...وتسأل في مابينه اي مصير ينتظر زوجته
هل ستلد ويفرح ويبتهج كما فرح اهل المولود المنتظر منذ 5سنين
ام سيفقد رفيقة دربه بسبب جهل بعض الاطباء وقلة لا مبالاتهم
ونهاية ها هو الزوج يقف جارج غرفة العمليات لانتظار خروج زوجته ومولودها بعد ان دخلت مرحلة الخطر وقد أدخلت على عجل للقيصرية
وتأتي البشرى بأن العملية تمت بنجاح والمولود بصحة وعافية وسوف يتم إخراجها بعد ان يزول تأثير التخدير
وها هما قد شهدا ميلاد ووفاة ليكونا شاهدين على مختصر الحياة بين
ولادة ووفاة في نفس المكان والزمان والحدث
فسبحان الله الذي وهب وأخذ ولايليق به سوى الحمد والثناء
قصة من واقع عايشت احداثه
حنايا