أصبح تأخُّر سن زواج الشباب - أو ما صار متعارفًا عليه بـ(عنوسة الرجال) - أمرًا واقعًا في مجتمعاتنا، وهذا أسهم بدوره في تفاقم

مشكلة العنوسة بين الفتيات، ولهذه الظاهرة الاجتماعية المقلقة أسبابٌ كثيرة، في مقدمتها عدمُ الاستطاعة المادية مع ارتفاع تكاليف

الزواج ومتطلباته الكثيرة، وتفاقم مشكلة البطالة بين الجنسين على حد سواء.

إنْ كانت عنوسة الرجل غالبًا مرتبطةً بوضع مادي يزول متى تحسنت الأحوالُ أو تنازل عن بعض شروطه ومتطلَّباته، فإن عنوسة الفتاة

مسألة أكثر صعوبة في مجتمعاتنا التي تحكمها عاداتٌ وتقاليدُ لا تتقبل الوضع المعاكس؛ بأن تبادر الفتاةُ بالتقدم لشاب، وحتى إن

البعض لا يرضى بمجرد التلميح بذلك، ويعتبره عيبًا وانتقاصًا من كرامة المرأة، مع أن شريعتنا الإسلامية لا تعارض ذلك.
أحدُ الأسباب الأخرى المهمة التي تؤدي لارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات في مجتمعاتنا العربية هو رفضُ أولياء الأمور للخاطب مع

علمهم بصلاح دينه وخُلقه؛ لكونه من فئة اجتماعية يرونها دونهم في المرتبة الاجتماعية أو النسَب، على الرغم من أن الرفض يأتي في

أحيان كثيرة ضد رغبة الفتاة، التي لا تملك - غالبًا - سوى الإذعان لوليِّ أمرها، كارهةً كانت أم راضية.



ما دور المجتمع في حل هذه المشكلة؟
وهل هناك دور للأخ أو للأخت في اقناع الأب المتعصب ؟




والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،