كان الإنسان جسدا و روحا و عقلا و قلبا تمازج معنوي و مادي تمازج الطين على الروح و التي قد نفخت في الإنسان فكان بذلك مخلوقا تميز و تفرد بتكوينه الخلقي كائن بمكوناته موجود بشتى أوجه الوجود لعقله أن يعقل و لقلبه أن يفقه ولروحه بينهما مسرح و لجسده توافق و انسجام مع باقي مكوناته الإنسانية للذات البشرية تكريم و تفضيل و تكليف فهي ذات إرادة حرة مخيرة بين طريق الخير و طريق الشر و مستخلفة في أرض الله .

إننا طاقة عاطفية طاقة شعورية فكرية معنوية احتواها الجسد فهي به مكنونة ما دام الإنسان حيا يرزق إننا عندما نحاول أن نقرأ و نستحضر عامة ذوات البشر على تبايناتها و اختلافاتها فإننا و بلا شك سوف نجد لمكوناها درجة قد تحيد عن ما يناسب و عن ما تستقيم عليه الذات البشرية للمعنويات و للماديات حاجة و مطلب في حياة البشر و إنما في سداد هذه الحاجة و استقامة هذا المطلب تحقيق لغايات الإنسان و طموحاته فهما عنصران متكاملان كان بهم الإنسان موجودا على هذه البسيطة و على قيد الحياة يرزق قادرا على العطاء و على عمارة الأرض .

للعاطفة في كل دقيقة من الحياة وجود و في لحظات الحياة السريعة دقات القلب تنبض بالشعور و كما يضخ القلب في أجسادنا الدماء فهو يضخ قينا مشاعر و أحاسيس تتدفق لنكون بها أحياء بعالم المعنويات نتفكر و نتأمل نفكر و نتعلم نحب و نكره و نشتاق و نغرق بالدموع سعادة تعاسة ألم و هناء فرح و حزن فنحن بلا مشاعر و بلا أحاسيس و بلا معنويات لسنا أحياء و من دونها بالحياة لن نكون بشرا إنما كالأنعام بل أضل .

للمادة مقتضى لا مناص منه في هذه الحياة سنن قضت حاجتها الملحة و كان لأبداننا مطلب من الغذاء فبدونه لا نستطيع الحياة فنشقى و نفتقر و نبتئس لكوننا لا نجد من المادة ما يكفينا و ما يسد حوائجنا فبالعلم و المال يبني الناس ملكهم يقال المال يشتري الدواء لا الصحة و لصحة سبب الدواء و الدواء يشترى بالمال و إنما لهذه الحياة سنن و إنما لكل أمر فيها سبب توجب أن نأخذ بالأسباب و أن نسعى نحو المادة و نأخذ منها ما يسد الحاجة و إنما عمل الإنسان كما هو مصدر لاحتياجاته المادية هو عبادة من العبادات يؤجر عليها الحسنات كما يؤجر الحسنات على باقي العبادات .

أسئلة الحوار
في رأيك أيهما أهم الماديات أم المعنويات و لماذا ؟

هنالك من يمكن لنا أن نصفه بالشخص المادي و هنالك من يمكن لنا أن نصفه بالشخص المعنوي برأيك أيهما على صواب في منهج حياته وهل ينبغي أن نكون ماديين أم معنويين أم نتخذ بينهما سبيلا؟

هل غالبا الشخص المادي ناجح في حياته و هل الشخص المعنوي فاشل هل أولهم ذو همة و ثانيهم متقاعس متخاذل أم أن هذه النظرة نظرة سطحية لا تعبر عن حقيقة الشخص المادي و الشخص المعنوي ؟

هل يجب أن نكون أقرب للمعنويات عن الماديات أم أن الأمر ليس مكانان نقترب فيه من الأول و مبتعدين عن الآخر و كيف في رأيك يمكن أن نضع تصورا للماديات و المعنويات أليسا أشبه بمركب لا يمكن فصل عناصره المكونة إنما يجب أن تكون متجانسة و متوائمة ؟



المؤلف : فتى كان هنا
سبق و قمت بنشر الموضوع في منتدى آخر .