دع الأيام تفعلُ ما تريدُ
وزد بأساً وإن لان الحديدُ
ولا تحنث على أملٍ توارى
فإن العمر يا عمري جليدُ
ولا تخشى ومن نخشاه حيٌ
فليس يكون إلا ما يريدُ
وإن يقسو القريب فدعه يقسو
فما اختلف القريب ولا البعيدُ
وإن طحنوا الطموح فلست حباً
وإن كسروا الجريح فما يفيدُ
سيمضي الليل إن الصبح حقٌ
وإن ألف الظلام بي الشرودُ
أما والله إن القهر سمٌ
وليس الحر من بيديه قيدُ
متى أرتاح أو ترتاح نفسي
فقد زاد الأسى والأرض بيدُ
بذرت غرست جعت سهرت ليلاً
ظمئتُ سئمت شجعني الصمودُ
ولكني انهزمت وبان ظهري
وبت أنا المغفل والبليدْ
وبات الجعل يوجعني كلاماً
وكم وجعٍ يقابله البرودُ
وبات البعد ينذرني ببعدٍ
فلا عيدٌ ولا مطرٌ شديدٌ
وبات اليأس يتبعني بيأسٍ
وبات الشوق يشنقني حميدُ
فلا دامت حياة ليس يحيى
بها حرٌ وإن عاش العبيدٌ
الا يا ليل لا يخشاك فجرٌ
ولا صبحٌ ولا حرٌ شديدُ
ولا عصرٌ ولا ميلان شمسٍ
ولا شفقٌ ولا يومٌ جديدُ
فلا جازاك من جازيت يوماً
ومن آويت جرعك الصديدُ
ومن عاديته أمسى صديقاً
ومن صاحبتهُ بات الدودُ
ومن أعليته في الناس شأناً
معا العذال ينقص بل يزيدُ
ولو شمتوا بهي لكسرت فاهم
ولكن قد تبلدت الجلودُ
سألتك يا عظيم المن فمنن
فمنك الجود يا جواد جودُ
سألتك يا ولي الصبر صبراً
وإن لصبر في صبري حدودُ
سألتك يا كريم الصفح عفوا
وغفراناً إذا شاب الوليدُ
سألتك يا مدبر كل أمرٍ
سألتك يا مقدمُ يا مريدُ
سألتك يا محيط بكل شيءٍ
رؤوفٌ بالعباد بهم ودودٌ
يرى ما لا نراه وما تخفى
وان عدم الشهود هو الشهيدُ
إذا أحييتني أحيا بعزٍ
فما لذل في قلبي بريدُ