الجفاف العاطفي
للأسف أصبح الجفاف العاطفي أو فقدان الحنان وتبادل المشاعر العاطفية ظاهره في مجتمعنا فنسبة
كبيرة جدا تعاني من هذا الداء.
هناك جفاف عاطفي بين الزوج والزوجة وهناك جفاف عاطفي بين الأخوة وهناك جفاف عاطفي بين
الأب وأبناءه وأيضاً هناك جفاف عاطفي بين الام وأبنائها .
والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي أسباب الجفاف العاطفي ؟
من وجهة نظر شخصية أعتقد أن للتربية وعادات وتقاليد المجتمع تأثير كبير على حدوث الجفاف
العاطفي وخاصةً بين الأزواج حيث تنتشر بين أبناء البادية بصفة خاصة تقاليد وعادات تحث الزوج على
عدم إعطاء الزوجة مشاعر عاطفية حتى لا ترى نفسها عليه !! وأن على الزوج أن لا يشعر زوجته بأن
لها معزة وقدر كبير، وان لم يفعل ذلك وتبادل مع زوجته مشاعر الحب وأشعرها بأنه يحبها ويقدرها
فأن ذلك سوف يؤدي الى نتائج غير مرغوب بها وهي أن الزوجة سوف ترى نفسها ويكون لها تأثير
كبير على حياة الزوج ويؤدي ذلك الى سيطرة الزوجة على مجريات الأمور وهذا يؤثر تأثير مباشر على
مبدأ الرجولة !! حسب عرف وتقاليد المجتمع.
أيضا من وجهة نظري أن هناك سبب آخر وهو مرتبط بنمط الحياة المدنية وتوفر أدوات الرفاهية
فالجميع لديه ما يريد فهو غير محتاج للاخرين ويمكن للفرد مثلا أن يشغل وقت فراغه مع لاب توب
وأنترنت في غرفته أو مشاهدة كم هائل من القنوات الفضائية على مدار الساعة وليس بحاجة للجلوس
مع أخوته ووالديه وتبادل مشاعر الحب والمودة معهم ولذلك فإن الرفاهية قد تكون أحد أسباب هذا
الجفاف بين أفراد الاسرة الواحدة.
بالتأكيد هناك أسباب أخرى للجفاف العاطفي وقد تكون الاسباب التي ذكرت ليس لها علاقة بالجفاف
إحترامي للجميع