اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى صوت مشاهدة المشاركة
1 ☆ تربيه

نقول دائما ان التربيه تبدأ من البيت لا من اي مكان آخر وانما الاماكن الاخرى كالمدرسة مثلا فما هي الا مكمله ولا يمكننا اعتبارها المكان الاول لتنشئة الطفل .
تربية الطفل في البيت تسهم في تنشئة شخصيته ايجابا او سلبا وذلك على حسب نوعية التربية .
لا انسى اني كنت في يوم من الايام اتجول في مركز تجاري ضخم في احدى الدول الخليجيه . مركز ذي اربعة ادوار وحاولت جاهدا ان اسبر اغوار هذا المركز باحثا عن هدية ذات قيمة لأم العيال .
كان بصحبتي اثنين من ابنائي يرافقانني في رحلتي هذه قالا لي : تعبنا ولانستطيع المواصله . فجلسا في مقهى يبدو من شكل استقباله ومناضده وكراسيه ووعماله ذوي البذلات الموحده وربطات العنق انه مقهى راق ومريح وايضا غال .
واصلت مسيري وفي احدى ادوار المجمع جاءني طفل اتصور انه في الثانيه عشره من العمر .. يرتدي بنطالا رائعا وقميصا لونه ازرق غامق به بعضا من الخطوط الجميلة .. وتسريحة شعر تضفي عليه شيئا من الاناقة سلم علي بمنتهى الادب وسألني ان كان لدي هاتف نقال .. في الحقيقة كان هاتفي في يدي ولا مجال لدي لاخفاءه ..
لا اخفيكم سرا ان الشك عصف بتفكيري ساعتها .. كنت احدث نفسي بأنه ربما يكون من هؤلاء (النشالين) .. قد اناوله الهاتف ويهرب به ولا حيلة لي على الجري وراءه فالسن له احكام .. كل هذا التفكير كان في ثوان معدوده ..
ماذا ارد عليه ؟
قلت له : نعم لدي .
قال : عمو من فضلك هل ممكن اتصل على هاتف والدي ؟
قلت له : اتحفظ رقم والدك ؟
قال نعم .
ذكر لي رقم هاتف والده وظهر لي اسم والده عن طريق تطبيق يظهر اسماء اصحاب الارقام الغير مسجله بالهاتف .. قلت له هل اسم والدك فلان ؟
قال بلكنة خليجية جميلة اعرفها جيدا : نعم هذا اسم والدي .
اتصلت بالرقم وناولته الهاتف وما زالت الشكوك والهواجيس تعصف بذهني .. اناوله ويهرب بالهاتف .. لا لا لن يهرب .. بل يهرب وصعب ان اركض وراءه ..
كلم والده بأسلوب مهذب واضح : اسمعه يقول له : ابوي .. حمود ( بتشديد الميم ) ضاع منا بالمجمع وما حصلناه ويش نسوي ؟
على ما يبدو ومن طريقة رد الطفل فهمت ان والده طمأنه بأنه قريب منهم وسيأت حالا .. وادعه بطريقة رائعه وبكلمات مؤدبة .
نظر الي وناولني هاتفي وتناول يدي وقبلها بطريقة راقية .. قال لي : شكرا عمو .. بارك الله فيك .. ربي يجزيك الف خير .. وانصرف .
بصراحه .. خجلت من نفسي وكيف كانت هواجيس الشك تحوم في مخيلتي .. اعجبت جدا بأسلوب هذا الطفل .. كيف كان يكلم والده وقبلها كيف سألني عن اذا كان لدي هاتف في حين انه كان يرى هاتفي بيدي ولكن مدخل كلامه كان مهذبا .. كيف كان اسلوبه الرقيق في تقديم آيات الشكر لي بعد ان قدمت له خدمة .
اعجابي بهذا الطفل كان من طريقة تربيته ..
كيف تعامل معي وهو لا يعرفني .. لذلك اقول ان تنشئة الطفل في البيت هي حجر الاساس وما يأت بعدها فهي مكملات فقط .. تساعد على عملية التوازن بين ما تعلمه في بيته وما يعايشه في مدرسته او الشارع او مع اقرانه او اي شخص آخر .

مع محبتي ،،،،،
نلتقي مع حديث آخر ان شاء الله .
استاذي الكريم /

عن تلك التربية :
التي بتنا اليوم نحار عند نطق حروفها بعدما أمست تلك الكلمة الغريبة
في ظل اعتلال الموازين وتفشي المحاذير التي يخشى المربي الوقوع فيها
أولئك الذين لهم يُربي .

فدوماً أقوال :

أن تربية الأبناء تكون كما أبديتموه استاذي الكريم أن تكون منشأها البيت
، لتكون لهم بها تلكم الهالة التي تحفظهم من تكالب الحتوف ، وتلك المخاطر التي تحيط وتحيق بالجموع
من الأبناء الذين يكونون عند مفترق طرق حين يكون الذي تعلموه على محك التمحيص
، وما يعتري تلك الطريق التي يسلكونها حين يخالطهم القرين .

عن ذاك الموقف :
في ذلك " المول " حين جاء من يطلب الهاتف ليحادث الأب
حين عصفة بفكرك الظنون عن أي جنس هو ؟؟!
أيكون لص مغمور ؟! أم مستغل الطيبة من شخص
وقور ؟!

وهنا :
كان لك حق التحفظ والخوف من المجهول ، لتواتر القصص والحكايا
عن اللصوص الذين يتصيدون الحظوظ ، فوجب الحذر على الأثر ،
لتكون الخدمة على قدر الحاجة وعلى ما تقتضيه الأمور .

عن ذاك التقبيل والثناء من الصغير :
تبقى الأخلاق هي منبتها ونتاج ذاك الغرس الذي
يكون الثمر على قدر معاهدة المزروع .

وأنا أذكر كذلك ذاك الموقف الذي يُشابه موقفك
وإن كان في المضمون :

كنت في المخبز وإذا بأطفال يُسلمون علي
ويقبلون يدي وهم من :
أسرة عريقة لها وزنها في المجتمع وأصلهم
في الأرض له جذور ،

لنخرج بتلك النتيجة :
مفادها أن التربية يكون موطنها من بيت ذلك المخلوق .


" نُبارك لأنفسنا هذا العطاء
الذي لا ينفذ معينه حين يتفجر من بين يدي
ربان السفينة الذي وجوده معنا هنا لنا أعظم غنيمة " .



دمتم بخير .....