بعض البشر مجرد أفواه ناطقة. ينتقدون و يذمون. وليتهم, يدركون أنهم فاشلون!! افواه ناطقة وعقول فارغة ..
والحال هكذا يختلف الأفراد، وتتنوع الشعوب، والمجتمعات ، فهناك من يرى في الكلمة تأثيراً قوياً على الآخرين فيسهب في الإنشاء والخطابة ، ويصيبه حالة من السُكر الذهنى ، نتيجة عشقه للتفوه، والمتاجرة بالخطابة والكلام ، وهذا ما يؤدى إلى ما نعرفه جميعاً بالسفسطة والجدال، والتكرار، والمغالطات المنطقية دون الوصول إلى المقصد أو الهدف من الكلام المنطوق أو المكتوب .
ومن ثم فالحالة الأولى تسمى حالة "العقل السجالى" الذى تتغلب عليه الكلمات أو الألفاظ فينطق بها دون مدلول حقيقى أو هدف يستهدف التوجه صوب الفعل ، وإنما دوائر مغلقة لإثبات الوجود الذاتى ، والقدرة على التفوه ،والبراعة في الحديث ، والدفاع عن الكلمة دون المدلول .
أما الحالة الثانية تسمى حالة" العقل الفاعل" فالكلمة لها مدلول حقيقى ، نجم عن تفكير قصدى في الهدف ، وقناعة تامة بالمسار المستقبلى للكلمة إلى حالة الفعل والأفق العملى ، لتتجلى الكلمة في صورة أفعال حقيقية، وممارسات تنموية أكيدة .