في مستهل كلام ذلك الدكتور العزيز ذكر ذاك الحوار
الذي يحرص دوماً على أن يكون إكسير حياة في بيت العائلة
يقول :
كنت أسأل ابنتي وهي في بداية مشوار الطب " في السنة الثانية " ،
كيف هو مناخ العمل وطبيعته ؟
وتعاملك مع الزملاء ؟
و ....
قالت :
نحن نتعامل مع جثة
ولو كانت تنبض بالحياة !
قال :
ألا يُحرك ذاك الشعور عند رؤية هذا وذاك ؟!
قالت :
نحن نلتفت للعمل كأمانة وما عداه فهو هوامش .
الشاهد من كل ذلك :
هي التربية عندما تتجذر في ذات الإنسان تكون له سلوك به يشق الحياة ،
ومن رأى الواقع يُصاب بتلك الصدمة عندما نرى تلكم السلوكيات المنحرفة
التي تُحّتم وتُجبر المرء على التشبث بالعادات النبيلة التي تحفظ كرامة الإنسان .
أعجبني كلام الدكتور حينما قال :
لكل بلد أخلاقياته وإن كان الفساد مُباح ولكن في ظل قانون مُنضبط بقطع النظر عن الاختلاف الكبير الشاسع بيننا وبين أولئك الخلق
الذين تحرك الغالب منهم رغباتهم التي لا يُقيدها أو يُوقفها شرع ولا دين به يدين ،
ولكن لا يمكن أن يأتي أحدهم من الشارع ويفعل ما يحلو له من غير اخبار واشعار للطرف الآخر ،
لتكون لدى البعض الأخلاق هي فطرة يتقاسمونها لتكون كوابح يؤخر تفشي وتعميم الشر ،
وأردف بمثال على ذلك من عالم الطير والحيوان ،
حين قال :
ترى ذلك الدفاع عن النفس ولقمة العيش
حين يأتي من يريد منازعته فيه .