اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفضل10 مشاهدة المشاركة
استاذي الكريم /
عن ذاك الرحيل :
ففي هذه الحياة :

نسير على وهادها سير المنقاد إلى المقدر له
مع تزودنا بزاد الخيار ليكون لنا الاختيار ، نُخالط
الناس نمتزج بهم ليكون الذوبان في الذوات لنكون
معهم بالأجساد وبالأرواح نتصل .

تمر الساعات والأيام ولربما الأعوام ، وتحتدم
بين حناياها العلاقة ليكون الحب والاندماج .

يستمر الحال :
على ذلك المنوال وقد يتخللها الصفاء
ويعكر الصفاء داعي الخلاف
وسرعان ما نخرج من عنقه إما
بطيب الفؤاد أو ببعض الجراح
التي تثعب دماً وتستدعي منا تضميدها .

عن ذات الرحيل :
قد يكون تارة باختيار
وتارة أخرى يأتي بالإكراه

عندما تسود الدنيا في وجه أحدهم
ويستنفذ كل البدائل وهو يحاول
لملمة المتبعثر وذاك الشتات .

فمن كان رحيلة باختيار:
يبقى أنينه لا ينقطع وهو ينوح باضطراب
واقع الحال .

أما من كان رحيله باكراه :
فحق له أن يرحل بصمت بعدما
انقطعت من يديه كل الاسباب
التي تحفظ له ذاك البقاء ،
يذهب بعيداً وهو يحمل جميل الذكرى
التي قضاها مع من قاسمهم الحياة .

عن تجربتي مع ذاك الرحيل :
فقد تجرعت مر غصته وشربت علقم كأسه
بعدما تبخر الحلم بعدما تعاهدنا سقي غرسه ،
وتواعدنا أن نقطف يانع ثمره ، سحبنا معاً
ساعات الأيام قضيناها ونحن نرسم الأحلام ،
ندافع عنها كُلما تسلل إليها من يُحاول سلبها
أو وأدها ، تقاسمنا معاً الحزن والفرح ،
وذاك البكاء والضحك ، نواسي بعضنا عن المصاب
ونبارك لأنفسنا إذا ما تقدمنا والحظ قد أبلج سناه .

وما بعد ذاك :
غير سماع قد أزف الرحيل وبأن الوقت قد حان
فانصبوا خيام النحيب !

توادعنا وتلك الغصة تخنق فينا الوتين ،
نرمق ملامح بعضنا وكأننا نُخزنها لتكون لنا
ذكرى نسبر بها لجج السنين ،

حتى انقطع حبل الوصال ليكوينا الحنين ،
ونبكي حالنا مُحاولين التسليم
بأنه القدر الذي يفرض بسلطانها
عكس ما نريد .

ختاماً :
يبقى الرحيل فَرضٌ قد فُرض
علينا وما علينا غير التسليم .

دمتم بخير ....
سيدي الكريم الكاتب الجميل الفضل .. كلنا بيننا امور متشابهات .. تختلف بعض التفاصيل والاسماء وتبقى نقاط التشابه حاضرة .
لك فائق الحب والتقدير على تحليلاتك الاكثر من رائعه .
وبانتظارك هنا دائما .