* من الأمانة أن لا يستغل الإنسان منصبه الذي عُين فيه من أجل منفعة له أو إلى قريبه، كأن يأخذ زيادة على مرتبه بطرق ملتوية، كتناول الرشوة باسم الهدية، ثم مع هذا يريد أن يحللها بنوع من أنواع التأويلات.
جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الساعة فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة) قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).
إن في هذا الحديث دلالة واضحة على أهمية أمانة إسناد الأمر إلى أهله، وأن ضياعها من المنذرات بقرب الساعة.
إن الأمة التي لا أمانة لها تنتشر فيها الرشوة ويهمل فيها الأكفاء وبل وتبعدهم وتقدم الذين ليسوا أهلاً للمناصب، وهذا من علامات الساعة.
ألا فليعلم أن كل ذلك غش وخيانة وتلاعب بالدنيا، وما أخذ من ذلك فهو سحت وأكل أموال الناس بالباطل؛ لأنه ثمرة خيانة وغدر واستغلال للمنصب، فاسمع يرحمك الله ما قاله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فعن عدي بن عميرة الكندي فيما رواه مسلم: (من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطاً فما فوقه كان غلولاً -أي سرقة على وجه الخيانة- يأتي به يوم القيامة) فقام إليه رجل من الأنصار كأني أنظر إليه، فقال: يا رسول الله، اقبل عني عملك، قال: (وما لك؟) قال: سمعتك تقول كذا وكذا. قال: (وأنا أقوله الآن: من استعملناه منكم في عمل فليجيء بقليله وكثيره فما أوتي منه أخذ، وما نُهي عنه انتهى). وقد استعمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتبية فلما جاء حاسبه قال: هذا مالكم وهذا هدية، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً). ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا مالكم، وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته، والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة، فلأعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر). ثم رفع يده حتى رُئي بياض إبطه يقول (اللهم هل بلغت).
وقد توعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بالخيانة لله ورسوله والمؤمنين من خالف ذلك فقال: (من استعمل رجلاً من عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين).
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من ولي من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً لمودة أو قرابة بينهما، فقد خان الله ورسوله والمسلمين".

- كما قال صلى الله عليه وسلم : ((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها االخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، 

قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة»
-الخلاصة : أن من يقوم باستغلال منصبه أو عمله لتحقيق منفعة له أو لغيره فقد وقع في المحظور ، وعليه يجب معاقبته طبقأ لحكم المادة رقم (16) من قانون حماية المال العام الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (112/2011) – والتي تنص على أن " يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات كل من خالف حكم المادة رقم (7) من هذا القانون " والمادة رقم (7) المشار اليها تنص على أنه " يحظر على أي مسؤول حكومي استغلال منصبه أو عمله لتحقيق منقعة له أو لغيره أو استغلال نفوذه ..." ودمتم في حفظ الله تعالى.