السلام عليكم سادتي الأكارم /
هناك الكثير من المخالفات التي يقترفها ويقع فيها كثير من الناس ،
والتي لا تقوم على قاعدة التجاوز المتعمد _ من وجهة نظر الجاني _
لكون كفة المغفرة والرحمة هي الراجحة على كفة العذاب والنكال لديه !
وعلى هذا تسير سفينة المرء على لجج الأماني والتمني على الله ،
وشراعها التسويف والإرجاء !
" حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا " !
فما يموج به المجتمع ما هو إلا توغل في عمق الغفلة ،
والولوج في مستنقع آسن لم يجد صاحبه من ينتشله منه ،
وإن كان بذلك لا يعذر لكونه مكلف ويتحمل جريرة فعله ،
ولكي لا يتخذها شماعة فتكون له منجاة من النقد ، والتجريح ، والملام !
فكم نرى من مشاهد أصحابها وإن كانوا غارقين في الخطأ
إلا أننا نرى فيهم الخير _ لا أعمم _
وما يحتاجون إلا احتضانهم بكلمة تغير نمط حياتهم من غير أن تخدش وجه كرامتهم ،
وتكون مختومة بالتقزيم ، والتحقير لتحط من قيمتهم !
فمن هنا كانت الدعوة بالكلمة الطيبة التي تمر على متلقيها وسامعها لتستقر في قلبه
لتلامس بذلك بشاشة إيمانه ، ليكون لها الأثر العظيم في تحويل حياة ذلك الإنسان السعيد .
ليعيش على التقوى والعمل الصالح ،
نأسف كثيراً عندما نرى من حمل على عاتقه هم الدعوة حتى غدا بذلك
سيفا مسلطا على رقاب المهمومين الذين تتقاذفهم الأهواء ،
وزخرف الحياة ، وينازعهم فيها وساوس الشيطان ،
" فلا تزيدهم تلك المعاملة إلا غما بغم ، ولا تزيدهم إلا نفورا " !
لتكون النتيجة من ذلك الغافل والغافلة هو الإنغماس في المعاصي بإصرار
بعدما كان يأتيهم الندم ويطرق على قلبهم الباب !
وما كان أمر الله وتبينه إلا وفق كيفية معينة لتكون دعوة خبير مشفق
ممن يراعي بذلك حال ذلك المنكوب .
فمن هنا كان لزاما علينا مخاطبة المخطي خطاب الترغيب والشفقة ،
لكون ذلك المخطي يعلم يقيناً بأنه على خطأ .
" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " .
من هنا :
وددت أن تخطوا ما ترونه وتعايشونه من واقع اشتد عود تناقضاته ،
فما هي وجهة نظركم في بعض تصرفات من يحسبون على الدعاة أو من يقومون بالنصح ؟
وحال أولئك المنصوحون مقابل النصيحة ؟
دمتم وأنتم الخير ......