يا أمتي ..

أنفضي عنك الوهن ..
واتركي حياة العفن ..
فالأرض قد غشاها الهوان ..
والشمس قد سعرت نيران ..
والناس يهيمون هيام السكران ..
يتنادمون على أنغام رقص ..
يعاقرون الخمر ..
ومن المعاصي لهم فيها زوجان ..

أبادوا معاني الإباء ..
وقتلوا نخوة الإخاء ..
فما لهم في الحياة ..
غير حياة الحيوان ..
بلادي أبكي عليها ..
فقد انتهكوا عذريتها ..
وما بقى من العرب إلا عربان ..

تراهم في منابر الشجب ..
ينعقون كنعيق الغربان ..
يطلقون صواريخ الإدانة ..
وهم باعوا الأوطان ..
فمنذ ولدنا وما زلنا نسمع ..
صوت التنديد يعلو حتى به صمت آذان ..

تلك دماء الأبرياء تسيل ..
في ثرى الذل قربان ..
يحدثونا عن الشجاعة والبسالة ..
وإذا حمى الوطيس غابوا ..
ولاذوا بالفرار كأنهم جرذان ..
فمسرح واقعنا أمتي ..
يقف عليه عربيد وساقط ..
وكل من له في الفسق عنوان ..

لا تسألوني ؛
عن العلم
عن النهضة
عن التكنلوجيا
عن غزو الفضاء
فقد غزونا فضاء الكون ..
بقصص الهجر ..
والفراق
والعذاب
والغدر
والخيانة
والجفاء
وقد تخرج من ذاك جيل مائع ..
لا ندري من منهم الإناث ولا الذكران !

عجائب تحيط بك أمتي ..
والأمل يخفت بريقه ..
كلما رأيت الخذلان ..
وكم يعتريني اليأس ويتلبسني ..
كلما سمعت عن أحوال أبناء أمتي ..
وهم يخوضون لجج العصيان ..
أما لك يا فجر زيارة ؟!
تزيح هما ضاق به صدري ..
واشتعلت بقلبي منه لظى النيران ..
يا موت زر فقد سئمت ..
عيش السوائب و الخرفان ..