المقال الخامس...
ولم لا..
كانت قوية...
واثقة بأن لا شيء يمكن أن يغير "قناعاتها العمياء "... تعرف الحياة ببساطة على أنها تجربة يخطها الإنسان بإرادته وخياراته.. وأن السعادة هي حالة " اللا أزمات " و " اللامشاكل".. وهي سعيدة بما فيه الكفاية ولا حاجة لها الى الفلسفة والبحث عن معان أخرى..
وسقطت... هوت.. أو ربما أرتفعت... وخلقت... خلعت لتكتشف أنها قد تجاري التيارات.. وتبحث عن المشاكل.. وتستغني عن " شواطيء الأمان" لتستمع بالسعادة الحقيقية.
إكتشفت أن خوض المغامرات الخطرة " المدمرة " التي كانت قد حذرتها منها أمها وجدتها ، هو ما قد يحدد قوتها الحقيقية...
قوتها بقدرتها على " فقدان إرادتها"... قوتها بالإستغناء عن إرادتها... فالقوة " الآمنة" والإرادة " المانعة للتنفس" ، ما هي إلا وهم بالإنتصار... أو بالأحرى ما هي إنتصار على " نبض الروح" أي إنتصار خائب ، متعب ،لا نشوة فيه ولا حياة.
باتت لا تكف عن التساؤل... و أسئلتها المتكررة تحمل آلاف الإجابات المتناقضة... الحكيمة... المجنونة... عرفت أن "الجواب النهائي " دائما غائب.. بل إنها حتى لا تبحث عنه.
ومن قال إن للحياة أهدافا ؟ وللأهداف طرقا وطرقات ؟
لم لا تكون " حياة " الحياة هي الهدف ؟
لم لا نعيشها كما لو أن الثانية الواحدة فيها هي الوقت المتبقي لقول ما يحلو لنا قوله ؟
لفعل ما يحلو لنا فعله ؟
عندها سنكون أصدق.. سنحسم بشكل أسرع... سنجد بثوان ما كنت نبحث عنه لسنوات.