اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى صوت مشاهدة المشاركة
5 ☆ الفرحة

اشياء كثيرة في الحياة تفرحنا وخصوصا ان كانت قلوبنا نقيه لم تعبث بها احداث الحياة ومتقلباتها .. ابتسامة صادقة .. هدية .. كلمة شكر .. تعاون .. اي شي .. السعادة لا علاقة لها بالاشياء الكبيرة او الحياة الراغدة .. كانت فرحتنا بدشداشة العيد الجديدة لا تعادلها اي فرحة .. دشداشه جديدة وحذاء وكمه هي هذه كانت استعداداتنا للعيد .. احيانا لا ننام طوال الليل بانتظار الفجر وسماع طلقات البنادق معلنة قدوم العيد .. لا تتصور اننا كنا نعيش في فلل او شقق او ما شابه .. كانت حياتنا بسيطه .. بسيطه جدا .. بيت مكون من عريش بسعف النخيل وعريش آخر اصغر منه وسط المزارع .. تحت ظلال النخيل واشجار الليمون والتين والجوافة .. لا كهرباء ولا هاتف ولا انترنت و وسائل نقل بدائية وفيما بعد اشترى البعض سيارات .. ربما في ( الحلة ) سيارة واحده من نوع ( بيكب) يقضون عليها مشاويرهم بشكل جماعي ..
يذهب الناس الى صلاة العيد سويا لاكثر من 4 كم احيانا ويسلموا على شيخ القرية في سبلته ومن ثم يذهبون بمعيته الى مصلى العيد .
ناهيك عن الانواع التقليدية من اطعمة العيد ..
يفرح الناس بالعيد لانهم يجتمعون في بيت كبير ( الحله ) ليتناولون وجبة الغداء .. صغيرهم وكبيرهم .. ولمدة اربعة ايام لا يتخلف احد منهم .. كل بيت يحضر صحن الاكل المخصص لذلك اليوم وبعد الغداء يتناولون القهوة من كل بيوت الحلة ..
والنساء كذلك ..
لا اريد ان اوصف الفنون التقليدية والتي تستمر لمدة اربعة او خمسة ايام ومعظم اهل البلد يحضرون نساءا ورجالا واطفالا ..
اشياء كثيرة تفرح الناس رغم الفقر وعدم وجود وظائف حكومية وعدم توافر مستشفيات او مدارس .. ولكن الحياة علمتهم كيف يتأقلمون مع معطياتها .. علمتهم كيف يفرحون وكيف يصنعون الفرحة والبهجة ..
الناس كانت محتاجه لبعض ولذلك تجدهم مع بعض يتآزرون ويقومون بمساعدة بعضهم البعض .. لا يعرفون وافدا يقوم مقامهم في اعمالهم ..
نحن كأطفال تفرحنا العيدية .. بيسات قلائل والعيدية الاكبر عبارة عن مائة بيسة .. مائة البيسة كان لها قيمة كبيرة عند الاطفال ..
الرمسة طقس من الطقوس اليومية التي اعتاد الناس على فعلها .. كل ليلة في بيت واحد من الجيران من بعد صلاة المغرب الى ان يؤذن لصلاة العشاء .. يتسامرون ويضحكون .. رغم البساطه فالناس كانوا يفرحون .. زيارة صديق من بعيد او قريب بلا موعد تفرحهم .. وقد تجد الجيران يعزمون على الضيف ليقوموا بأداء الواجب .
حياة كانت مختلفة تماما .. لا تشبه حياتنا الان .. لا اقول ان حياتنا كانت افضل ولكن الظروف الحياتيه كانت تجبرنا على التأقلم وعلى مجاراتها بكل محاسنها ومساوئها ..فلكل زمان ظروفه .
ما اردت قوله ان الفرحة والسعادة تأتيان من اشياء بسيطه لا علاقة للمال او البيوت او الاملاك بها .

افرحوا ما دمتم قادرين على الفرحه وعيشوا حياتكم بكل ما فيها ولا تضيعوها بالضيقة والزعل والتخاصم ..



مع محبتي ،،،،
فعلا كانت أياما جميلة على الرغم من عدم وجود الكهرباء وصعوبة الحصول على الماء ...
عشنا بعضا من هذه الأيام
عشناها دون كهرباء ولا إنترنت ولكنها كانت جميلة ..
سرد رائع أخي صدى
متابعين لليوميات .